**
أورام العظام
..
تحدث أورام العظام بنسبة سنوية تقارب 8.7
لكل مليون طفل تحت سن العشرين.
وتشكّل هذه النسبة 6% من أورام الأطفال،
وذلك حسب إحصائيات المعهد القومي
للأورام بالولايات المتحدة الأمريكية بين
عامي 1975-1995م.
في الولايات المتحدة الأمريكية يتمّ تسجيل
حوالي 650-700 حالة أورام جديدة سنوياً
بين الأطفال والمراهقين
تحت سن العشرين؛
منها 400 حالة ما يسمى اوستيوساركوما
(Osteosarcoma)
و200 حالة ما يسمى
إيونج ساركوما (Ewing Sarcoma).
ويشكّل هذان
النوعان من الأورام ما نسبته 6.8% من أورام الأطفال دون سن الخامسة عشرة
طبقاً لسجل
الأورام التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث،
حيث سُجّلت 8223
حالة بين هذه الفئة من الأطفال بين عامي 1975و 2007م،
وقد جاء هذا النوعان في
المرتبة الرابعة حيث شكلت أورام اللوكيميا 28.6%
ثم أورام الليمفوما 18.4%
وأورام المخ والجهاز العصبي 17.2%.
وتنشأ
أورام الأوستيوساركوما من الخلايا البدائية التي تكوّن المادة
الصلبة
التي تغلف وتحمي العظام وتتكون هذه الأورام - عادة - قرب
نهايات العظام الطويلة
والأطراف مثل عظمة الفخذ والساق والساعد،
بينما
تتكون أورام إيونج ساركوما من خلايا بدائية عصبية المصدر بنسيج
العظم.
وتحدث هذه الأورام بالتساوي بين عظام الأطراف والعظام
المركزية بالحوض
والعمود الفقري وعظام الرأس والوجه.
وترتفع نسبة حدوث أورام
العظام بين سني الخامسة والعاشرة، ثم يحدث بعد ذلك
زيادة مضطردة بين سني
الحادية عشرة والخامسة عشرة مترافقاً مع النمو الذي يحدث
عند سن البلوغ،
ومن ثمّ تبدأ النسبة بالانخفاض التدريجي بعد ذلك.
لا توجد فوارق ملحوظة
بين الإناث والذكور أثناء سن الطفولة،
ولكن تزداد النسبة لدى
الذكور خلال فترة البلوغ.
**
العوامل التي تؤدّي إلى نشوء هذه الأورام:
لا توجد أسباب
معروفة لحدوث هذه الأورام، خاصة مرض الأوستيوساركوما عدا
التعرض المباشر
للإشعاعات الذرية وبعض المتلازمات الجينية مثل ورم الشبكية الوراثي
ومتلازمة فرماني
ومتلازمة رتموند طومسون،
ولا توجد أي عوامل بيئية معروفة مسببة لهذه
الأورام، حتى الآن.
**
أعراض أورام العظام:
قد يشعر المريض بألم في العضو أو الموضع المصاب، وقد يظهر
انتفاخ أو تورم
بالعظم المصاب مع وجود احمرار بسيط أو حرارة بالجلد الذي
فوق الورم.
وقد تحدث هذه الأورام بالتدريج وتزداد مع مرور الوقت،
وقد يُصاب المريض
بارتفاع في درجة حرارة الجسم وضعف الشهية وانخفاض الوزن عند استفحال الورم.
وقد يصاحب
حدوث الورم أعراض تنفسية مثل الكحة وسرعة التنفس
إذا أهمل المريض الذهاب
للمستشفى للتشخيص، وانتشر الورم إلى الرئتين.
**
انتشار الورم:
في العادة، تنتقل أورام العظام من المنطقة المصابة بالعظم
إلى العقد الليمفاوية
القريبة من الورم، كأن يكون الورم بعظم الفخذ وينتقل إلى
الغدد الليمفاوية
بأعلى الفخذ عند التقائه بالحوض، ولكن أكثر انتقالات هذه
الأورام شيوعاً
تكون إلى الدورة الدموية عن طريق الشعيرات الدموية والأوردة
ومن ثم الانتقال إلى الرئتين،
وبعد ذلك تنتقل للعظام الأخرى وبقية أعضاء
الجسم.
**
طرق التشخيص:
يتم تشخيص هذه الأورام مبدئياً بأخذ أشعة سينية للعظم
المصاب، وفي حال وجود
تغيرات في العظم، يتم إجراء أشعة بالتصوير الطبقي (CT Scan)
أو الرنين
المغناطيسي (MRI) وبعد ذلك تؤخذ عينة من الورم تحت الأشعة بالإبرة
أو عن طريق
الاستئصال الجراحي، ثم يتم مسح كامل الجسم لتحديد وجود انتشارات
أخرى بالجسم وذلك
باستخدام التصوير الطبقي للصدر وأشعة نووية للعظام (Bone Scan)
وأحياناً أخذ عينة
من نخاع العظم، خاصة في نوع إيونج ساركوما.
**
طرق العلاج:
تتم المعالجة بالطرق الثلاث الشائعة وهي العلاج بالعقاقير
الكيماوية والعلاج الجراحي والعلاج الإشعاعي.
ويبدأ العلاج - عادة -
بأخذ دورات من العلاج الكيماوي التي تساعد على انكماش الورم
والحد من تكاثر
خلاياه، ومن ثم ضموره وموته.
وبعد حوالي شهرين من بدء العلاج يُعاد
تقييم الورم بصور الأشعة
ثم يبدأ العلاج الموضعي بالاستئصال الجراحي إن
أمكن.
وفي حال استئصال الورم بالكامل، لا يحتاج المريض لإضافة
العلاج الإشعاعي
خاصة بالنسبة لورم إيونج ساركوما.
أما إذا كان هناك بقايا
للورم بعد الجراحة، فإن المريض يخضع للعلاج الإشعاعي
بالنسبة لورم إيونج
ساركوما على وجه الخصوص نظراً لتأثره بالعلاج الإشعاعي.
أما ورم
الأوستيوساركوما فإنّه - في العادة - لا يستجيب للعلاج الإشعاعي،
والعلاج الموضعي
الوحيد في هذه الحالة هو الاستئصال الجراحي الكامل.
لكن في أحايين
نادرة عند حدوث ورم الاستيوساركوما في مناطق الهيكل العظمي
كعظام الحوض
والفقرات والوجه فلا يمكن استئصال الورم جراحياً
إذ يستخدم العلاج
الإشعاعي عن طريق إعطاء المريض جرعات عالية من الأشعة
لتقليل مقاومة خلايا
الورم للإشعاع.
وبعد العلاج الجراحي الموضعي، وأثناء العلاج الإشعاعي
يستمر العلاج
الكيماوي حتى نهاية خطة العلاج حسب نوع الورم.
**
النتائج المتوقعة لعلاج
أورام العظام:
حسب إحصائيات المعهد
القومي بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد تحسنت النتائج
النهائية لأورام العظام
من 49% خلال الفترة 1975-1984م إلى 63% خلال الفترة من 1985-1994م،
وتنطبق هذه
النتيجة على كلا النوعين من الأورام (الأوستيوساركوما وإيونج ساركوما)
وتحديداً،
كانت نتائج العلاج لنوع الأستيوساركوما 50% في الفترة الأولى
المذكورة و63% في الفترة الثانية.
أما بالنسبة لنوع إيونج
ساركوما فقد كانت النتيجة أقل إذ بلغت 42% للفترة الأولى
و58% للفترة
الثانية أعلاه. وقد حدث تحسن ملحوظ في النتائج لعلاج أورام العظام بعد
العام 1994م.
فقد تصل نسبة الشفاء الآن للأستيوساركوما 70% بينما تصل إلى
حدود 65-70% للإيونج ساركوما.
الجدير
بالذكر، أن هذه النسبة متوقعة في حال انحصار الورم
في موضعه الأصلي ولم تحدث أي انتشارات.
أما إذا كانت
هناك انتشارات لأعضاء الجسم الأخرى،
فإن نسبة الشفاء تنخفض
كثيراً وقد لا تتجاوز 10-20%.
..
الله يبعد عن الجميع الأمراض
و يشفي المرضى منهم ,,
أتمنى لكم
الإفادة
تحياتيــ